الخميس، 7 أبريل 2011

حملة أخطب لبنتك قبل ولدك ولا لغلاء المهور

حملة أخطب لبنتك قبل ولدك
ولا لغلاء المهور
المقالة مقسمة إلى قسمين:
مختصر
مفصل
المصداق-والتطبيق على نفسي ابتداءا

المقالة موجودة بهذه المدونة، لمن أراد التعليق/الاضافة/النقد:

المختصر
المقدمة
كما يعلم الجميع فإن للزواج فوائد كثيرة على المستوى الاجتماعي والفردي للرجل والمرأة منها السعادة والطمأنينة وحصانة المجتمع عن الرذيلة…الخ.
ولا يخفى على الكثير من الناس مشكلة غلاء المهور وازدياد الشروط في الزواج وصعوبتها على الشباب، مما يجعلهم يعزفون عن الزواج أو يؤخرونه إلى وقت متأخر من العمر. وهذا أيضا يؤدي إلى ازدياد أعداد النساء العوانس في المجتمع، كما يؤدي إلى انتشار الأمراض النفسية والخلقية السيئة في المجتمع.

وانطلاقا من قوله تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) النور/32
أدعو الناس عامة الى حملة: اخطب لبنتك قبل ولدك ولا لغلاء المهور.
لقد حث الله سبحانه وتعالى على الزواج وأكثر ذكره. فمما قاله:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم/21

أما رسوله الكريم (ص) فأكثر من جهته أيضا:
روي عن رسول الله (ص): (ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله).
روي عن رسول الله (ص): (من سرّه أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليلقه بزوجة، ومن ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله عزّ وجلّ).


أسباب اجتماعية لتأخر الزواج
غلاء المهور
لقد انتشر حب المظاهر الكاذبة وتقديمها على الزواج الحقيقي. فنرى بيوتا كثيرة مليئة بالبنات العوانس والكبيرات في السن، ولا نرى من أولياء أمورهن أي مظهر يدل على أنه متأثر بهذا الحال وكأن بقائهن في بيته هو الخير كله. وكأن رسول الله (ص) لم يروى عنه: (من سعادة الرجل أن لا تحيض ابنته في بيته).  أو لم يسمع ما يروى عن الحديث القدسي القائل:
(نزل جبرئيل على النبي (ص) فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: “إن الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه، وإلا أفسدته الشمس، وغيرته الريح، وإن الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول، وإلاَّ لم يؤمن عليهن الفتنة” فصعد رسول الله (ص) المنبر فجمع الناس ثم أعلمهم ما أمر الله عز وجل به).
حفلات الزواج
لا نزال نسمع بين الفينة والأخرى عن غرائب الحفلات وأخبارها، فمنهم من يوجب حفلة كاملة عند الخطوبة وحفلة كاملة عند عقد القران وحفلة كاملة عند الرؤية الشرعية وحفلة عند الزواج وأخرى بعده.
شقة الزوجية
لقد عاشت زوجات الرسول (ص) في ما يسمى بيوتات الرسول (ص) أي أن كل واحدة كانت تعيش في غرفة واحدة. فما المانع من المعيشة في بيت أهل الزوج في السنوات الأولى من الزواج حتى يمن الله عليه.

مواصفات الزوجة
لقد قل الأباء والأمهات الذين يجهزون بناتهم للزواج نفسيا وخلقيا وعمليا، مما يقتضيه من دراسة حقوق الطرفين والاقتناع بها، والتعامل مع مشاكل الزواج وحلولها، والتدرب على انجاز وظائف منزل الزوجية وما إلى ذلك من مقتضيات الحياة الزوجية.

دور المجتمع في التزويج
التلميح
بإمكان الأم/الأب/الأخت/الأخ إن صعب عليهم التصريح بالقول، فلا أقلها أن يكثروا في مدح خصال ابنتهم أمام من يجدوه أهلا لها. فيتكلموا ملمحين عن أخلاقها، وتدينها، وعملها في البيت.
رجال الدين وقدوة المجتمع
أدعو أولا رجال الدين حفظهم الله أن يكونوا دعاة بالقول والفعل فيدعوا الناس إلى تسهيل الزواج ويقدموا زواج بناتهن دليلا ساطعا على أقوالهم.

أولياء الأمور: ممن يدَعون أنهم أباء أو أخوة
وأدعوا أولياء أمور النساء إذا رأوا قريبا من أقاربهم أو ابنا لجار لهم أو رجلا متدين، أن لا يضيعوا الفرص فإن ذلك مجلبة للحسرات، وأن يبادروا تشرفا منهم بأن يخطبوه ويكلموه في شأن بناتهن. وكما  يدفعون في تجهيز أولادهم للزواج، أن يتذكروا بناتهم في زواجهن وأن لا يبخلوا عليهن، فكما يتشرطون على الزوج الغريب، عليهم بأنفسهم أولاً، فيبادروا إلى تجهيزهن من أموالهم (أموال أبيها) كما يفعلون في أولادهم. وهذا أفضل بكثير من مما استفشى في المجتمع من ذهاب البنات إلى الأعراس لعرض أنفسهم في ملابس غير لائقة وكأنه استعراض للأزياء.

الأمهات
سيدتي العزيزة، كما تدفعين بزوجك إلى المساهمة الكبيرة ماديا في زواج ابنك الرجل، فإن بناتك ليسوا بأقل أهمية منه. فاشمليهم بعطف منك، وشجعي الأب أن يرقى في عدله ومساواته بين أبنائه فيساهم في زواج ابنته بالنفيس والغالي، أوليست فلذة قلبه، فهل يعقل أن يدفع الغريب في زواجه من امرأة غريبة عليه أضعافا مضاعفة ما يدفعه الأب في ابنته.

أخواتي الفتيات
كما لا أنسى أخواتي الفتيات وأذكرهن بأن يقتدين بزوجات رسول الله (ص)، فإذا رأوا من يعتقدون فيه الصلاح والاصلاح أن لا يفوتوه من بين أيديهن فلن يكن أشرف من زوجة رسول الله (ص) خديجة عندما خطبته لنفسها، فلا أقلاً أن يفعلن كما فعلت عن طريق أهلها.
وما أجمل الأنبياء والاقتداء بهم فقد قال تعالى: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) القصص ال/ -26-27.
اخواني الرجال
وأما اخواني الرجال فابحثوا عن مصداق قوله (ص) فيما يروى: (اظفر بذات الدين تربت يداك).
فمن دلائل العوائل المتدينة يُسر المهور وقلة الشروط وغير ذلك، وإلا فهم ممن يدّعون التدين ولا يعملون به. ولا تنسى قول تقي من الأتقياء: (انظر أين تضع نفسك ومن تطمئن على دينك ودنياك) فابحث عن من ليس فقط تحافظ على دنياك ودينك، بل تثريهما وتساعدك في التقرب منه تعالى.
الخطابة
الحمد لله فقد بدأ يزداد عدد الذين يمتهنون عمل الخطابين من الرجال والنساء بل وبدء بعضهم يعمل مواقع على الانترنت لهذا الأمر. فمن الجميل لمن يحتاج للزواج أن يضع هذه النقطة كأحد خياراته. حيث تكون لديهم عدد لا بأس به ممن يريدون الزواج من الطرفين ومعلومات خاصة بمواصفاته ونوعية الخصائص التي يريدها في الطرف الآخر.

المجتمع
سارعوا إخواني إلى قول الله تعالى:
(وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 72
فإذا عرفتم بقريب أو قريبة أو جار أو أحد ما في منطقتك مقبل على الزواج فذهب إليه شخصيا وأخبره بأنك تريد المساهمة في المهر أو أحد أجهزة منزل الزوجية، وألح عليه حتى لو كان مقتدرا، فأنت المستفيد من رضاء الله سبحانه.


المفصل
المقدمة
لا يخفى على الكثير من الناس مشكلة غلاء المهور وازدياد الشروط في الزواج وصعوبتها على الشباب، مما يجعلهم يعزفون عن الزواج أو يؤخرونه إلى وقت متأخر من العمر. وهذا أيضا يؤدي إلى ازدياد أعداد النساء العوانس في المجتمع، كما يؤدي إلى انتشار الأمراض النفسية والخلقية السيئة في المجتمع.
الحملة
يقول البارئ سبحانه: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) النور/32
إتباعا لسيرة بعض نساء النبي وعلى رأسهن زوجته الأولى خديجة رضي الله عنها اللاتي خطبن لأنفسهن أو خطب آبائهن رسول الله (ص) لبناتهم. ونظرا لما نراه قد استشرى في المجتمع من تأخير الزواج والعنوسة والتغالي في المهور والتزايد في فنون المظاهر والتبذير في الزواج.
أدعو الناس عامة الى حملة: اخطب لبنتك قبل ولدك ولا لغلاء المهور.
ما أجمل الأنبياء والاقتداء بهم فقد قال تعالى: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ * قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) القصص/26-27
سلام الله على بنت نبي الله شعيب عندما نبهت أبيها على وجود شاب شريف (رسول الله موسى عليه السلام)، وسلام الله على أبيها حين فهم المغزى من كلامها وخطب موسى عليه السلام لها.
لقد حث الله سبحانه وتعالى على الزواج وأكثر ذكره. فمما قاله:
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم/21
(ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ) الزخرف/70
(هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ) يس/56
(قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) آل عمران/15
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) الفرقان / 74

أما رسوله الكريم (ص) فأكثر الكلام فيه والحث عليه:
روي عن رسول الله (ص): (ما استفاد امرء مسلم فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة تسرّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله).
روي عن رسول الله (ص): (من سرّه أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليلقه بزوجة، ومن ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله عزّ وجلّ).
روي عن رسول الله (ص): (أكثر أهل النار العزاب).
روي عن رسول الله (ص): (من تزوج أحرز نصف دينه). وفي حديث آخر: (فليتق الله في النصف الآخر أو الباقي)
روي عن رسول الله (ص): (تزوجوا وزوجوا، ألا فمن حظ امرء مسلم إنفاق قيمة أيّمة، وما من شيء أحب إلى الله عز وجل من بيت يعمر في الإسلام بالنكاح)
روي عن رسول الله (ص): (ما بُنِيَ بناءٌ في الإسلام أحب إلى الله تعالى من التزويج)
روي عن رسول الله (ص) لرجل اسمه عكّاف: (ألك زوجة ؟ قال: لا، يا رسول الله . قال: ألك جارية ؟ قال: لا، يا رسول الله . قال: أفأنت موسر ؟ قال: نعم . قال: تزوج وإلا أنت من المذنبين . وفي رواية: تزوج وإلا فأنت من رهبان النصارى . وفي رواية ثالثة: تزوج وإلا فأنت من إخوان الشياطين).
روي عن رسول الله (ص): (ما من شاب تزوج في حداثة سنه إلا عج شيطانه: يا ويله، يا ويله، يا ويله ! عصم مني ثلثي دينه، فليتق الله العبدُ في الثلث الباقي).
روي عن رسول الله (ص): (التمسوا الرزق بالنكاح).

أسباب اجتماعية لتأخر الزواج
غلاء المهور
لقد انتشر حب المظاهر الكاذبة وتقديمها على فرحة الزواج الحقيقي. فنرى بيوتا كثيرة مليئة بالبنات العوانس والكبيرات في السن، ولا نرى من أولياء أمورهن أي مظهر يدل على أنه متأثر بهذا الحال وكأن بقائهن في بيته هو الخير كله. وكأن رسول الله (ص) لم يروى عنه: (من سعادة الرجل أن لا تحيض ابنته في بيته).  أو لم يسمع ما يروى عن الحديث القدسي القائل:
نزل جبرئيل على النبي (ص) فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: “إن الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه، وإلا أفسدته الشمس، وغيرته الريح، وإن الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول، وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة” فصعد رسول الله (ص) المنبر فجمع الناس ثم أعلمهم ما أمر الله عز وجل به).
وإذا حدث وخطبت واحدة منهن، فإنه يتعامل مع المسألة وكأنها وحيدته ولا مِن أخوات لها. فيتزايد في المهر ويكثر الشروط ويصعب الأمر حتى يصبح المتقدم (الخاطب) المسكين وكأنه يصعد للسماء. متناسيا أن رخص المهر وتسهيل الزواج بركة على البيت ولعل هذه البركة تشمل باقي بناته، فيحل نصيبهن بسرعة ويصبن خير الدنيا والآخرة.

أفلا يعتقد بأن تقديمه للماديات والمظاهر على حساب هذا الشاب المسكين سيجعل من هذا الشاب أو غيره ينظر بنفس النظرة. فيقول كما أن كبيرات السن من العوانس أو المطلقات والأرامل يطلبن المهور الكبيرة والشروط الكثيرة، إذا فإن كنت سأدفع مبلغا كبيراَ لا محالة فالأفضل أن أتزوج من صغيرات السن، جميلات المحيى، من دون ترهلات التقدم في السن وبوادر الشيب. ويقال أن رسول الله (ص) قال فيما يروى: ( كما تدين تدان ) ، أو ( الجزاء من جنس العمل ). فكما كان ينظر الأب لمصالحه الخاصة ويقدمها على رضا الله ورسوله، سينظر الآخر لمصالحه بالمثل. فلا أهل الفتاة أحسوا بالشاب ولا الشاب أحس بقريباته أو العوائل التي لديها كبيرات في السن، لأنهم سيتعاملون مع الموضوع وكأنها فتاة صغيرة، هذا إن قلنا أن رفع المهور بسبب صغر الفتاة صحيح من الأصل.
وإذا كانت ابنتك جميلة فيوجد من هي أجمل منها وأصغر، فما بالك إذا كان جمال ابنتك متوسطا بل وحتى ضعيفا، فبهذا تكون ممن لم يقتدوا بالدين كما في قوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّه) الأحزاب/21 ولم تتعقل الأمور وتدرس الصالح العام في بقية أخواتها أو بنات المجتمع وتكون أقرب من قوله تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة / 50.

حفلات الزواج
لا نزال نسمع بين الفينة والأخرى عن غرائب الحفلات وأخبارها، فمنهم من يوجب حفلة كاملة عند الخطوبة وحفلة كاملة عند عقد القران وحفلة كاملة عند الرؤية الشرعية وحفلة عند الزواج وأخرى بعده.
ليستغرب المرء كيف تكون هذه الشروط وسواها واجبة على هذا الغريب ولا نرى والديها يعملوا نصف ذلك لمن يسمونهن فلذات أكبادنا، فكأنما هم ينجبون وسواهم ينفقون.

شقة الزوجية
لقد عاشت زوجات الرسول (ص) في ما يسمى بيوتات الرسول (ص) أي أن كل واحدة كانت تعيش في غرفة واحدة. فما المانع من المعيشة في بيت أهل الزوج في السنوات الأولى من الزواج حتى يمن الله عليه من فضله. ثم إنه لم يعرف أحد حتى الآن، قد بنا لابنته شقة كاملة تعيش فيها لوحدها، بل وربما لم تخطر هذه الفكرة على أب قط. لكن عندما يأتي العريس، يفاجأ بتلك الشروط التي تدخل في نوعية وكيفية سكن الزوجية. حتى ليصل الحال في بعضهم أن يحدد نوع الديكور ومواقع الأثاث وأماكن أو محلات الشراء حتى يتباهون أنهم اشتروا من هذا المكان أو ذاك.

مواصفات الزوجة
لقد قل الأباء والأمهات الذين يجهزون بناتهم للزواج نفسيا وخلقيا وعمليا، مما يقتضيه من دراسة حقوق الطرفين والاقتناع بها، والتعامل مع مشاكل الزواج وحلولها، والتدرب على انجاز وظائف منزل الزوجية وما إلى ذلك من مقتضيات الحياة الزوجية. فلا يقتصر واجبهم على الغذاء المادي والملبس والمسكن فقط، فهذا ما يتم عمله مع القطط الأليفة، ولكن يتميز الانسان عن هذه الحيوانات بالعقل والتفكير ولهذا يحتاج إلى صقله بالعلوم والأخلاق التي ترفع من شأنه وتميزه عن أقرانه.

المصداق
ولكي أساهم في التخفيف على من يخجل أن يفعل ذلك أو يرى من الصعب عليه أن يتكلم بكل صراحة عن بناته:
فأنا المدعو حسين ناجي حسين الصفافير أدعو نفسي أولا وغيري ثانيا لـ حملة أخطب لبنتك قبل ولدك ولا لغلاء المهور.
فأنا الآن لدي ثلاث بنات وأتمنى رؤيتهن في قفص الزوجية عندما يبلغن الـ 14 إلى الـ 18 حولا فما فوق.
فإني أبدأ بالدعوة إلى كل من يرى نفسه أو لديه ابن يريد أن يرى السعادة على محياه أن يرسل لي على هذا البريد الالكتروني سيرته الذاتية، والتفصيل آتٍ تحت عنوان بناتي فلذات كبدي.

بناتي فلذات كبدي
لدي حاليا ابنتان  كلتاهما ما بين العاشرة والحادية عشر من العمر. أما الثالثة فهي لا تزال صغيرة، فهي في الثالثة من العمر وأحببت أن أذكرها حتى لا تقول أننا نسيناها.أطلب من الرحمن الرحيم أن يمن علي برؤيتهن متزوجات في عمر ما بين 14،15،16  سنة  فما فوق. وسيركز في هذه السنة على إشهار الحملة والفكر وحينما يأتي الوقت المناسب لزواج إحداهن فستعاد الحملة للتركيز على زواجهن.

مواصفاتهن
الدراسة: ممتازات في الدراسة.
الدين: يدرسن في حلقات دينية.
التنظيف: تعلمن تنظيف المنزل مذ كانوا في الرابعة والخامسة من عمرهن، أي لو أردنا التفكه قليلا فيمكن القول أن لديهن 5 إلى 6 سنوات خبرة.
الغسيل: بدئنا تعليمهن غسل الأواني وهن في السادسة من عمرهن، فسيسر المرء لو شاهدهن وهن يعلون كرسيا ليغسلن في المغسلة مع كل ما لديهن من براءة الطفولة، وطبعا كان ذلك على حساب مبلغ شهري للتعويض عن ما يكسرنه.
الطبخ: حاليا لا يعرفوا إلا قلي البيض لكن خلال السنوات القادمة، فمن المفترض أن يعرفن كل ما يحتاجونه من فنون الطبخ، فلديهن أم طاهية من الطراز الأول.
الذكاء: لو وضعنا مقياس للذكاء يمثل عموم الناس ما بين صفر و 100 فإنهن سيكونون مابين 80 و ال 95.
الأخلاق: لقد تم تربيتهم على عدم البدء بالظلم، ومسامحة الظالم مهما كان ظلمه ومحاولة التغاضي عن الاقتصاص منه قدر الإمكان، وبغض الكذب وأهله والغيبة والنميمة وأهلها ومحاولة التأسي برسول الله (ص) اتباعا لقول البارئ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} الأحزاب/21.
الحقوق: خلال السنوات القادمة، سيتم تعليمهن بالحقوق الزوجية، والعشرة الزوجية، والعلاقات العامة، وتفاصيل الذنوب والآثام والخطايا حتى لا يقعن بها. وانهاء دراسة الفقه والأحكام الشرعية المبتلاة والاستماع للمحاضرات الدينية والبرامج التلفزيونية الهادفة ومعرفة أحوال العالم سياسيا واقتصاديا.
الصلاة: بدأن بالصلاة وهن في الرابعة من العمر وكانت على شكل لعبة فيكافئن بالحلويات أو اللعب كلما قمن بأدائها.
الصبر: محاولة تعليم العائلة على الصبر على بلاءات الحياة، مثل الأكل بمستوى المقتدر يوما والأكل في اليوم الآخر بمستوى الفقير، الصوم من يوم إلى يومين في الاسبوع لتذكير النفس بنعم الله وشكره.
الطلبات
ما لم تعترض أو تغير فيها احداهن عند خطبتها فإنها ستربى على تعقل وحب تقليد رسول الله (ص)  في زيجاته وكيفية تزويج ابنته فاطمة، وُتقدمه على تقليد المجتمع، هذا إن صحت المقارنة بين أفضل خلق الله سبحانه وتعالى وبين باقي خلقه. وإن كان لها شروطها الخاصة فلا يحق لي منعها من ذلك.
المهر: ألف ريال فقط (1000) سيدفع الزوج منه أربعمائة ريال فقط (400) والباقي سيدفعه أبُ البنت هدية لها.
الزواج: مرطبات وكيك. يدفع الزوج منه أربعمائة ريال (400) والباقي على والد البنت.
غرفة النوم: يكفيه ما يستطيع عليه، وإذا قبِل الزوج فأمها تحب أن يكون جزءاً من قيمته مدفوعا من قبلها.
السكن: يشرفنا أن يسكن معنا في غرفة ونقوم برعايته، أو بإمكانه السكن في غرفة واحدة مع أهله.
الخاتم: يستحب لو أهداها خاتما من فضة يكون نصف قيمته على أبيها.
الباقي: طبعا ما قد تحتاجه الزوجة من مقتضيات الزواج فعلى أبوها إكماله لتقدم لزوجها بالشكل المناسب.
الشروط الأخرى
القرآن: أن يساعد الزوج زوجته بعد الزواج أو خلال الخطوبة بحفظ خمسة أجزاء من كتاب الله مع فهم تفسير من التفاسير لهذه الأجزاء الخمسة.
الوقت: تخصيص ساعتان من وقت البنت (الزوجة) شبه يومي يحدد فيها الوالدان ماذا تفعله. وعادة ما تكون في القراءة عن العلاقات الاجتماعية والأسرية والتربوية والدينية وتقنيات الحاسب الآلي.
عمر الرجل: من عمر البنت إلى عشر سنوات زيادة، أي لو تقدم لها رجل وهي في عمر 14 سنة فمسموح أن يكون هو أيضاً من 14 سنة إلى عشر سنوات زيادة، لكن رجال الدين فوق رؤوسنا وهم حالة خاصة.
وبالطبع ستكون الأولوية لرجال الدين، فالأقل تدينا وهكذا.
الحقوق: قراءة كلا الزوجين كتيب حقوق الطرفين ومذاكرته، فلا نريد أن يظلم أحدهما الآخر أو ينقص من حقوقه.
التعدد: ومن نكون لنخالف التشجيع الابتداري من المولى عز وجل: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ) النساء / 3، والتطبيق الفعلي لرسوله كثير المحامد،عالي المقام (ص) وعظام صحابته الكرام، وأما العدل فهو صفة الرجال عادة إلا ما ندر ممن نقصت صفات رجولته.
الشخصية: لا ضعيف الشخصية كالعبد الذليل، ولا عنجهي كالمارد الجبار، ولكن بين الاثنين، وسطيا ويحكم عقله متى يتقلب في أي من الاتجاهين.
التقديم: حاليا بالرد على ايميلي بمواصفات المتقدم: hussain_safafeer@yahoo.co.uk


دور المجتمع في التزويج
التلميح
بإمكان الأم/الأب/الأخت/الأخ إن صعب عليهم التصريح بالقول، فلا أقلها أن يكثروا في مدح خصال ابنتهم أمام من يجدوه أهلا لها. فيتكلموا ملمحين عن أخلاقها، وتدينها، وعملها في البيت، ويذكروا في خاتمة المديح بصوت واضح بأن يوفقها الله في الزوج الصالح. واللبيب بالإشارة يفهم. فلا أعرف كيف يستطيع الأهل بالذات الأب والأم أن يناموا كل ليلة مع بعض، ولا يتذكروا أن بناتهم قد بدؤوا يحسون بالزواج، هذا إن لم تكن العنوسة قد سبقت إليهن، ولكن يبدو أن بعض الأهالي يصدق عليهم القول: لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. فالأب مرتاح البال لأنه متزوج، والأم مرتاحة البال فهي متزوجة أيضا. فتراهم يجمعون المال لمدة عشر أو خمسة عشر عاما لبناء بيت العمر(المنزل)، أو يقترضون المال ويسددوه في مثل تلك المدة، ويكثروا التصور والتخيل والكلام في بيت العمر، لكن ولا من حديث عن بناتهم وكأنهم بنات الجيران. كما يمكن الاستفادة من مواقع النت لبعض رجال الدين أو الخطابة من رجال الدين ووضع أسماء البنات فيها. وهذا أفضل بكثير من مما استفشى في المجتمع من ذهاب البنات إلى الأعراس لعرض أنفسهم في ملابس غير لائقة وكأنه استعراض للأزياء.
رجال الدين وقدوة المجتمع
وفي النهاية أدعو أولا رجال الدين حفظهم الله أن يكونوا دعاة بالقول والفعل فيدعوا الناس إلى تسهيل الزواج، ويقدموا زواج بناتهن دليلا ساطعا على أقوالهم لألا يقعوا مصداقا لقوله تعالى:
( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) البقرة/44.
( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ) هود/88.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) الصف/2-3.

أولياء الأمور: ممن يدَعون أنهم أباء أو أخوة
وأدعوا أولياء أمور النساء إذا رأوا قريبا من أقاربهم أو ابنا لجار لهم أو رجلا متدين، أن لا يضيعوا الفرص فإن ذلك مجلبة للحسرات، وأن يبادروا تشرفا منهم بأن يخطبوه ويكلموه في شأن بناتهن. وكما  يدفعون في تجهيز أولادهم للزواج، أن يتذكروا بناتهم في زواجهن وأن لا يبخلوا عليهن، فكما يتشرطون على الزوج الغريب، عليهم بأنفسهم أولاً، فيبادروا إلى تجهيزهن من أموالهم (أموال أبيها) كما يفعلون في أولادهم، وليفكر في نفسه ( أن أعلوا في عين الإلاه أم أعلوا في عين الناس) ولا يتأثر بكلام الجهلاء من الناس، فلا يوجد أعلى من رسول الله (ص) ومع ذلك قالوا فيه والعياذ بالله، ساحر ومجنون وكذاب وغيرها من صفات السوء، لكنه قدم ربه على الناس واراد ما عند الله فأعطاه سبحانه: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) الضحى / 5.

ففيما روي عن  النبي (ص): ( ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما زوجه الله عزوجل ألف امرأة من الحور العين كل  امرأة  في قصر من در وياقوت ، وكان له بكل خطوة خطاها  أو كلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة ، قيام ليلها ، وصيام نهارها ). ثم هل من العدل أن تذهب أنت وزوجتك(أمهم) كل ليلة إلى فراش الزوجية وقد يكون لديك بنات عوانس أو مطلقات أو أرامل، أو ربما لا يعتبرن بنظر المجتمع السيء على أنهن جميلات. فكيف تتلذذ بزواجك ولديك في بيتك فقراء إلى ما تتمتع به، أوليس هذا البخل بعينه، وضعف الاحساس حتى ببناتك، ولكن صدق القائل: لقد كثرت العبر وقل المعتبر.

وليتذكروا أن فيمن حولنا من الدول العربية (البحرين، سوريا، العراق،لبنان، مصر) من الفتيات الجميلات جدا والقليلات المهور مقارنةً، فلا يجعلوا شباب هذا الجيل يديروا ظهورهم لبناتنا ويتوجهوا إلى تلك الدول، كما بدء يحصل في بعض أبنائنا.

الأمهات
سيدتي العزيزة، كما تدفعين بزوجك إلى المساهمة الكبيرة ماديا في زواج ابنك الرجل، فإن بناتك ليسوا بأقل أهمية منه. فاشمليهم بعطف منك، وشجعي الأب أن يرقى في عدله ومساواته بين أبنائه فيساهم في زواج ابنته بالنفيس والغالي، أوليست فلذة قلبه، فهل يعقل أن يدفع الغريب في زواجه من امرأة غريبة عليه أضعافا مضاعفة ما يدفعه الأب في ابنته. ولتكن متنبهة لباقي بناتها فقد تساهم في عنوستهن إذا شجعت على زيادة الشروط وتصعيب الزواج. ولا تنسي أن تساهمي في الحفاظ على بيتها، وتجهيزها من الصغر لتكون ربة منزل ومربية أجيال.

أخواتي الفتيات
كما لا أنسى أخواتي الفتيات وأذكرهن بأن يقتدين بزوجات رسول الله (ص)، فإذا علموا بوجود من يعتقدون فيه الصلاح والاصلاح أن لا يفَوِّتوه من بين أيديهن، فلن يكُـنَّ أشرف من زوجة رسول الله (ص) خديجة عندما خطبته لنفسها، فلا أقلاً أن يفعلن كما فعلت عن طريق أهلها. كما أن تيسير المهر والزواج لمصلحتهن فالديون التي ستقع على الزوج ستعايش معه صعوباتها، وأن لا ينسين أن لديهن أخوات وقريبات فإذا عرف عن بيت أنه لا يُسَهِل في الزواج ولا يوجد فرق بين بنات هذا البيت وغيره من البيوت فما الداعي لأن يزعج نفسه مع هذا البيت، فقد تكونين سبباً في عنوسة أخواتك أو قريباتك. ذلك لمن كانت صلة الرحم لها أهمية لديه. فبإمكن الفتاة مفاتحة أمها على الأقل، بأنها كبرت وتريد الزواج ومثلما يبحثون عن زوجة لأخيها فهي أيضا بشر حي مليء بالمشاعر والأحاسيس فعليهم أن يتحركوا في سبيلها أيضا. وليتعقلوا أمر الزواج فلا يقدموا عليه شيء من أمور الدنيا من أموال أو دراسة، ففيه اجتمعت لذة الدنيا والرضا الإلاهي في الآخرة. وهذا أشرف لكن من ارتداء الملابس غير اللائقة في حفلات الزواج. كما أحذركن من فتنة جديدة في مجتمعنا اسمها عمل المرأة، فإن كان ذلك حلالاً فهو ليس على حساب الزواج والخوف على الراتب من الخُطاب وإلا أصبحت الوظيفة وبالاً عليكِ وبدلاَ من أن ترفعك هذه الوظيفة دنياً وآخرة تكون العكس.

اخواني الرجال
وأما اخواني الرجال، فإذا رأيتم من يتشرط ويتزايد عليكم، فليس من قلة في النساء، وليقدموا على هكذا شاكلة من البيوت، تلك البيوت المقتدية  برسوله الكريم (ص) قولا وفعلا وليس قولا من دون فعل إدرارا لمصالحهم. وانتباها لسر نبهنا إليه رسول الله (ص) فيما يروى:
(أيسرهن مهرًا أكثرهن بركة). وفي رواية (اعظم النساء بركة أيسرهن  مؤنة) وفي رواية: (أبرك النساء أيسرهن  مؤنة).

وابحث عن مصداق قوله (ص) فيما يروى: (اظفر بذات الدين تربت يداك).
فمن دلائل العوائل المتدينة يُسر المهور وقلة الشروط وغير ذلك، وإلا فهم ممن يدّعون التدين ولا يعملون به. ولا تنسى قول تقي من الأتقياء: (انظر أين تضع نفسك ومن تطمئن على دينك ودنياك) فابحث عن من ليس فقط تحافظ على دنياك ودينك بل تثريهما وتساعدك أن تكون ممن قال الباريء فيهم: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّات النَّعِيم) الواقعة / 12، حتى لو لم تكن جميلة أو بها عاهة أو عيب خَلقي، وليتذكر أنها لو كانت أخته لبكي حسرةً على عدم إحساس المجتمع بها، فعليه أن يتقي الله في بنات مجتمعه ولا يبحث عن غيرهن في مجتمعات غريبة عليه وعلى عاداته الدينية الطيبة.
وليحذر من أن يتزوج ممن حذر منه الجبار في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) التغابن /15.

وحتى لو كان غنياً، فلا مانع من أن يبارك زواجه بمهر قليل ويعطي الباقي على شكل هدية، فيكون قدوة للناس ويؤجر على ذلك.

فقد تزوجت بـ خمسة آلاف وكلفني الزواج برمته مع المهر ما بين 6200 و 7200. كثر الله سبحانه من خير عمي وعمتي، ووفق زوجتي لكل خير. طبعا ومن دون أن أنسى أن عمتي سلفتني مرتين بما مجموعه 50000 نعم خمسون ألف، فأكون قد تزوجت بالسالب إن صح التعبير، فبنقودها أنقذتني من أتون فقر شديد.

المجتمع
سارعوا إخواني إلى قول الله تعالى:
(وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة/72.
فإذا عرفتم بقريب أو قريبة أو جار أو أحد ما في منطقتك مقبل على الزواج فذهب إليه شخصيا وأخبره بأنك تريد المساهمة في المهر أو أحد أجهزة منزل الزوجية، وألح عليه حتى لو كان مقتدرا، فأنت المستفيد من رضاء الله سبحانه.

الخطابة
الحمد لله فقد بدأ يزداد عدد الذين يمتهنون عمل الخطابين من الرجال والنساء بل وبدء بعضهم يعمل مواقع على الانترنت لهذا الأمر. فمن الجميل لمن يحتاج للزواج أن يضع هذه النقطة كأحد خياراته. حيث تكون لديهم عدد لا بأس به ممن يريدون الزواج من الطرفين ومعلومات خاصة بمواصفاته ونوعية الخصائص التي يريدها في الطرف الآخر.

النهاية
سعادة بناتنا هي أساس في علاقتنا بهن فسواء كانت النية للوصول لتلك السعادة هي لرضى الله سبحانه وتلك خير النيات أم مصلحة البنت دنيويا يقتضي منا العمل لكسر حواجز المجتمع الخاطئة أو الغير سليمة.

ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع :